إساءة شابيرو للنبي محمد ترعب جنوب إفريقيا

رام الله -وكالات/ فراس برس: في ذروة المخاوف التي تسود جنوب إفريقيا بعد الكشف عن خطة للقاعدة لمهاجمة منتخبي الدانمارك وهولندا خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم، فوجىء الجميع بتصرف "أحمق" زاد الطين بلة والمقصود هنا الرسم المسيء للنبي محمد والذي نشرته صحيفة "ذا ميل آند جارديان" في 21 مايو / أيار .

وكان رسام الكرتون الجنوب إفريقي جوناثان شابيرو المعروف باسم زابيرو استفز المسلمين في أنحاء العالم عندما نشر رسما مسيئا في صحيفة "ذا ميل آند جارديان" يصور "النبي الكريم محمد وهو يستلقي على سرير بعيادة أحد الأطباء النفسيين ويشكو إليه همه قائلاً إن أتباع الأنبياء الآخرين يتمتعون بحس الفكاهة ".

وزعم زابيرو أن هذا الرسم يشير إلى حالة الغضب التي اجتاحت جموع المسلمين في أنحاء العالم بعدما نشرت بعض الصحف الغربية رسوما "مسيئة" للنبي محمد، كما زعم أن رسمه ليس حادا بدرجة كبيرة بل يعكس نوعا من الشفقة.

ولم يكتف بالمزاعم السابقة، بل إنه وصف رسمه بأنه "مهذب"، مشيراً إلى أنه جاء ضمن دعوة أطلقتها جماعة على موقع "فيسبوك" على شبكة الإنترنت لرسم النبي محمد لتشجيع مستخدمي الموقع على تصوير الرموز الدينية التي يرفض المسلمون تصويرها.

وواصل استفزازه قائلا إنه يعتقد أن جميع المؤمنين من كل الديانات يجب أن يكونوا محل سخرية وليس لأي جماعة دينية أن ترى نفسها أنها فوق المجتمع ولا تحترم الحريات التي يتمتع بها الشعوب في المجتمعات الديمقراطية.

التصريحات السابقة ضاعفت من غضب مسلمي جنوب إفريقيا خاصة وأن مجلس مسلمي جنوب إفريقيا كان لجأ إلى المحكمة لمنع صحيفة "ذا ميل آند جارديان" من نشر الرسم الكاريكاتيري، إلا أن المحكمة أصدرت في وقت متأخر من مساء الخميس الموافق 20 مايو حكماً يسمح للصحيفة بنشر الرسم.

ويبدو أن هناك تصعيدا متوقعا من جانب مسلمي جنوب إفريقيا، حيث تطرقت إذاعة "راديو الإسلام" لمناقشة تداعيات نشر كاريكاتير زابيرو في الصحيفة الجنوب إفريقية، قائلة :" إن المسلمين يشعرون بمهانة كبيرة لقيام صحيفة ذا ميل آند جارديان بنشر الكاريكاتير المسيء الذي رسمه زابيرو".

كما وصفت "جماعة العلماء" الإسلامية في جنوب إفريقيا نشر الرسم المسيء بأنه تصرف "مهين" ورفعت دعوى قضائية أمام احدى المحاكم حذرت خلالها من أن توقيت نشر الرسم الكرتوني المسيء يمكن أن يشكل تهديدا لبطولة كأس العالم المقرر إقامتها في جنوب إفريقيا في 11 يونيو/ حزيران القادم.

كما أصدر مجلس مسلمي جنوب إفريقيا بيانا قال فيه : "في هذه الأوقات يسعى أعداء الإسلام على مستوى العالم إلى اختلاق أحداث من شأنها إثارة ردود فعل غاضبة من جانب المسلمين" .

ويبدو أن زابيرو الذي يتباهي برسمه المسيء لا يعرف أي شيء عن الحريات والديمقراطية، حيث أنه لايحق له الإساءة لمعتقدات الآخرين في بلاده بهذا الشكل السافر، كما أن انتهاك قدسية الأديان ليس من حرية التعبير وإنما هي وقاحة غير مقبولة على الإطلاق، بل إن زابيرو ظهر وكأنه لا يشعر بأي مسئولية تجاه أمن واستقرار ووحدة بلاده وهي على أبواب استقبال حدث تاريخي هو المونديال العالمي الكروي لأول مرة في تاريخ القارة السمراء .

خطة القحطاني

فرسمه المسيء أثار استياء واسعا بين مسلمي جنوب إفريقيا، كما ظهر وكأنه مكلف من قبل جماعات تتآمر على المسلمين وعلى القارة الإفريقية في آن واحد عبر إعطاء مبرر إضافي للقاعدة لتنفيذ تهديداتها بمهاجمة منتخبات الدول التي أساءت بعض الصحف فيها للنبي الكريم وبالتالي الإساءة لصورة المسلمين بصفة عامة بالإضافة إلى إثارة الشكوك حول أهلية الدول الإفريقية لاستضافة مثل هذا العرس الكروي العالمي .

بل إن توقيت نشر رسم زابيرو المسيء قبل حوالي 20 يوما من انطلاق المونديال يسعى للقضاء على الهدف الأساسي من تلك المناسبات الرياضية الكبيرة وهو توحيد شعوب العالم وتأكيد أهمية التنافس الشريف فيما بينها بعيدا عن الصراعات والحروب والانقسامات .

وكانت السلطات العراقية أعلنت في 17 مايو / أيار عن اعتقال القيادي في القاعدة السعودي عبد الله عزام صالح مسفر القحطاني، موضحة أنه كان يخطط للقيام بهجمات في جنوب إفريقيا خلال استضافتها كأس العالم لكرة القدم .

وكشفت وسائل الإعلام العراقية أن القحطاني اعترف خلال التحقيقات معه بأنه كان يعتزم شن هجمات خلال كأس العالم لكرة القدم في جنوب إفريقيا تستهدف تحديدا منتخبي هولندا والدانمارك بسبب سماح الدولتين بنشر رسوم مسيئة للنبي محمد، موضحا أنه كان يخطط للقيام بتلك الهجمات باستخدام الأسلحة النارية والسيارات المفخخة .

ووفقا للتحقيقات أيضا، فإن القحطاني " 30 عاماً " كان دخل العراق في عام 2004 للقتال ضد قوات الاحتلال الأمريكي حيث تم تجنيده هناك من قبل تنظيم القاعدة للانتقام من أصحاب الرسوم المسيئة .

وكانت صحيفة "جيلاندس بوستن" الدانماركية نشرت في 2005 رسوما مسيئة للنبي محمد حاولت إظهار النبي الكريم " كإرهابي يحمل قنبلة على عمامته "، وسرعان ما قامت صحف في هولندا وعدة دول أوروبية أخرى بنشر الرسوم المسيئة السابقة، الأمر أدى إلى احتجاجات عارمة في كثير من العواصم الإسلامية تخللتها أعمال عنف ومهاجمة سفارات غربية .

ويبدو أن السلطات في جنوب إفريقيا تدرك جيدا تداعيات مثل تلك الإساءات للأديان السماوية ولذا بدأت تحقيقات فورية حول خطة القحطاني وجاء نشر رسم زابيرو المسيء ليضاعف من قلقها في هذا الصدد خاصة وأن المونديال الكروي يجذب الآلاف من المشجعين من مختلف أنحاء العالم.